Description
مقدمة:
إن مكانة الصحابة -رضوان الله عليهم- في الأمة عظيمة، ومنزلتهم في الدارين رفيعة، كيف وهم من اختارهم الله لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد عاصروا نزول الوحي على الرسول الكريم، وهم أعرف الناس بمقصود ما أنزل بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جاءت النصوص الكثيرة بفضلهم، قال تعالى:{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}([1]).
وقال صلى الله عليه وسلم: لما سئل: أي الناس خير؟ قال: «قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»([2]).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بما عرفتم من سنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ»([3]).
ومن هنا فإن الصحابة –رضوان الله عليهم-حينما يجمعون على أمر من حل أو تحريم فمحال أن يكون ذلك إلا عين الصواب، وهذا العلم –أقصد نقل إجماع الصحابة-علم عظيم وعمل مبارك، وقد هيأ الله لهذه الأمة علماء أفذاذ قاموا بما فتح الله عليهم من عمل وديانة وبركة بنقل ما اتفق عليه الصحابة رضوان الله عليهم أو لم يختلفوا فيه من أمور الشريعة، ومن هؤلاء الإمام العلامة ابن رشد الحفيد حيث أرث لنا كتابًا قيَّد فيه ذلك وغيره من مسائل العلم والفقه وهو كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد.
يتناول هذا البحث ما ذكره الإمام ابن رشد في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد من إجماع للصحابة في المسائل الفقهية المختلفة، واقتصرت في هذا البحث على ما اعتدَّ به ابن رشد من إجماع للصحابة دون المسائل التي لم يعتد بها، حيث أورد ابن رشد بعض إجماعات الصحابة على سبيل الاعتراض فناقشها وردَّها، واقتصرت في هذا البحث على ذكر ما نقله ابن رشد من إجماع للصحابة من أول الكتاب إلى نهاية الوصايا، وقمت بذكر من نقل إجماع الصحابة من العلماء في تلك المسائل التي نقل فيها الإجماع ابن رشد، كما ذكرت مستند هذا الإجماع، دون التعرض لتناول المسألة بالدراسة الفقهية المقارنة.
855 عدد الصفحات
24.5/17.5/3.5 cm القياس
1.231 kg الوزن
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.