آفاق مستقبل الحوار بين المسلمين والغرب – future prospects of muslim-western dialogue

étaère 6 et 10 ar

3,00 

Description


أصبحت قضية الحوار بين الاسلام والغرب من أهم الموضوعات التي فرضت نفسها في الاعوام الاخيرة على الساحة الفكرية والسياسية في العالمين الاسلامي والغربي نتيجة لما تضمنته بعض التعليقات والتحليلات المتشائمة في الغرب حول مستقبل العلاقة بين العالم الاسلامي والعالم الغربي وما ذهب اليه بعض السياسيين والمفكرين الغربيين في ادانة ما سموه بالتهديد الاسلامي للعالم الغربي بغوغائية لا تستند الى الحقيقة والمعرفة التاريخية والحضارية والدينية للعالم الاسلامي وانما يستند فقط الى مشاعر العداء للاسلام والمسلمين.

وحول آفاق مستقبل الحوار بين الاسلام والغرب طرحت «الشرق الأوسط» هذا التساؤل على مائدة بعض العلماء والمفكرين المصريين، هل يؤدي الحوار المنشود لتحقيق التقارب والتفاهم من أجل تعزيز المسيرة المشتركة بين الاسلام والغرب بداية يقول المفكر الاسلامي الدكتور صوفي أبو طالب استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة القاهرة ورئيس البرلمان المصري الأسبق ان التعايش السلمي بين الشعوب المختلفة يقتضي بالضرورة التعايش والتسامح بين الديانات السماوية ولن يتحقق ذلك بالحوار الذي يهدف الى التأكيد على القيم المشتركة بين الديانات السماوية وعلى رأسها الايمان بالله، الاخلاق الفاضلة، تكريم الانسان والاعتراف بحقوقه والتخفيف من حدة الخلاف في التفصيلات الدقيقة التي تخص كل ديانة.

.. وأضاف يجب ان يكون الغرض النهائي من الحوار بين اتباع الديانات المختلفة هو نبذ ثقافة الكراهية بين الأديان والتعصب لبعضها دون البعض الآخر فالكراهية والتعصب يؤديان الى التطرف وهو يؤدي بدوره الى العنف والارهاب.

ويتابع الدكتور صوفي قائلا: وبهذا تتهيأ السبل الى غرس الاحترام المتبادل بين الأديان مما يحقق امكانية التعايش بينهما وحسن الجوار بين ابناء الديانات السماوية فتحل ثقافة المحبة والتآخي والتسامح الديني محل الكراهية والتعصب الديني.

ويؤكد الدكتور صوفي ان الحوار بين الاسلام والمسيحية اصبح ضروريا لانقاذ الانسانية مما تتردت فيه من فساد اخلاقي واضطهاد ديني وعنف وارهاب، فالاحداث الراهنة أكدت ان تكاتف الأديان في الدفاع عن القيم الرفيعة والاخلاق الفاضلة يعصم الانسانية من شططها ويردها الى صوابها.

ويقول الدكتور أحمد كمال أبو المجد، وزير الاعلام المصري السابق ومفوض جامعة الدول العربية للحوار بين الحضارات: ان ديننا الاسلامي يعطي احتراما كبيرا للحوار ويرشد الناس الى احترام العقائد ومناقشة القضايا الخاصة والعامة بالطرق الصحيحية، ويشير الى انه خلال السنوات العشرين الاخيرة ظهرت على سطح العلاقة بين المسلمين والغرب ظاهرة جديدة هي ظاهرة التخوف الحقيقي او الموهوم من الاسلام، وهذا التخوف المتعمد من الاسلام تحت مظلة من حملة اعلامية ودعائية مكثفة أعادت، ولكن في ثوب جديد، حملة التشويه التي تعرض لها الاسلام والمسلمون خلال العصور الأولى.. عصور الفتوحات الاسلامية، ووصولها الى أوروبا حيث استطاع رجال الكنيسة في أوروبا ان ينسجوا خلال تلك المرحلة في عقول العامة نسيجا اسطوريا متكاملا غريبا، صار جزءا من الأدب الشعبي ومن الرؤية الشعبية الخيالية للاسلام ونبيه وحضارته، وظل هذا النسيج الاسطوري يسجل حاجزا مانعا بين الغرب في عمومه وبين فهم الاسلام في قدر معقول من الأمانة والدقة العلمية والموضوعية.

ويضيف الدكتور كمال أبو المجد: اما المواجهة الجديدة فليست مواجهة بين الاسلام والمسيحية وانما هي مواجهة بين عالم العرب والمسلمين وبين العالم السياسي والاقتصادي في الغرب، ولا أظن الكنيسة حتى في الغرب مسؤولة عن هذه المواجهة، وعن الحملة الجديدة ولكن الظروف العالمية التي تمارس فيها حملة التشويه والتي يجري فيها التخوف والتخويف. ويتابع قائلا: بعيدا عن التعصب والتخويف المتبادل هناك عناصر مشتركة بين الحضارتين الغربية والاسلامية ترشحانهما للتواصل والحوار والتفاهم والتعاون وتبادل الخبرات وتحولان دون الصدام والمواجهة، فلا ننسى ان الحضارة الغربية قامت تاريخيا على ساقين، ساق هيلينية يونانية غير مؤمنة، وساق مسيحية روحية مؤمنة، وبسبب هذه الساق الروحية المؤمنة نبتت في نسق القيم المغذي للحضارة الغربية اوضاع ومقولات وقيم ومبادئ كثيرة الشبه بما يحمله الاسلام للانسانية من قيم في العلاقات، هذا العصر المغذي للحضارة الأوروبية بزاده الروحي والاخلاقي يفتح بابا هائلا للتواصل والحوار والتكامل بين الحضارتين الغربية والاسلامية.

ويقول الدكتور السيد محمد الشاهد، الاستاذ بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة: لقد بدا واضحا أمام الغالبية العظمى من المهتمين بانهاء الصراع المحتدم حاليا بين الديانات والحضارات المختلفة والذي تعددت صوره ودرجات حدته من التراشق بالاتهامات الى التراشق بالاسلحة المدمرة من دون تحقيق النصر النهائي لأي طرف، فلا شك ان الطريق الوحيد المتبقي هو التحاور بهدف ايجاد حد أدنى من الاسس المشتركة للتعايش السلمي ونبذ العنف.

ويوضح ان الرغبة الحالية في الحوار بهذا المفهوم نتيجة يأس الانسان المعاصر من الوصول الى أهدافه المشروعة أو غير المشروعة عن طريق العنف.

ويشير الدكتور الشاهد الى انه توجد في الغرب محاولات جادة تهدف الى تثبيت ارادة الحوار وتحقيقه والسير به قدما نحو التقريب بين المنطلقات الدينية والحضارية خاصة الغربية والاسلامية، يساندها ويدفعها موقف الاسلام الايجابي الثابت والمؤكد بلا لبس على ضرورة بل فرضية الحوار مع الآخرين.

ويؤكد: ان هناك منطلقات اسلامية كثيرة وايجابية الى أبعد الحدود يمكنها اذا احسنا توظيفها ان تمهد الطريق لحوار ديني حضاري بناء بين العالم الاسلامي والغرب بمفهومه الواسع الذي يشمل كل الدول غير الاسلامية، ويتطلب ذلك منا أولا ان نجعل من تراكمات الماضي المؤسف ومن وقائع الحاضر المؤلم دافعا قويا يدعم الايمان بضرورة الالتقاء على كلمة سواء والثقة بأن العنف لم ولن يحسم الصراع لصالح أحد الاطراف، بل يجب ان يقرب بين نقاط الخلافات العقدية والمنطلقات الثقافية فيصبح الحوار الديني الحضاري على رأس قائمة أولوياتنا.

ويضيف الدكتور الشاهد: تتمثل أهم دعائم انجاح الحوار الحضاري في القناعة المبنية على الواقع في وجود نقاط التقاء مشتركة بين الاسلام والمسيحية والعزم الصادق على استثمارها الى أقصى حد ممكن بهدف الوصول الى فهم صحيح واحترام متبادل وتعاون بناء مخلص بين جميع اطراف الحوار.

ويتابع الدكتور الشاهد موضحا ان نقاط التلاقي بين الاسلام والغرب تتمثل في ما يلي، أولا: لم يكن الاسلام يوما ما عدوا للحضارة الغربية القديمة او الحديثة فضلا عن قناعة المسلمين بضرورة وجود علاقات ثنائية متبادلة في شتى المجالات، خاصة الثقافية والحضارية بين الاسلام والغرب.

ثانيا: كل من الاسلام والحضارة الغربية يشجع البحث العلمي ويؤمن بضرورة تطوير حياة الانسان الى الأفضل، الا ان الاسلام يفرض ضوابط خلقية واجتماعية للبحث العلمي من شأنها ان تبقي على العلم خادما للانسان كي لا ينقلب عليه فيدمره، الى جانب ضرورة الحفاظ على التوازن الطبيعي بين الانسان والبيئة بكل عناصرها الطبيعية.

The issue of dialogue between Islam and the West has become one of the most important topics that has imposed itself in recent years on the intellectual and political scene in the Islamic and Western worlds, as a result of what was included in some pessimistic comments and analyzes in the West about the future of the relationship between the Islamic world and the Western world, and what some Western politicians and thinkers went to in condemning what They called it the Islamic threat to the Western world with a demagoguery that is not based on the truth and historical, civilizational and religious knowledge of the Islamic world, but rather on feelings of hostility to Islam and Muslims.

0.090 kg الوزن

20/14/0.5cm القياس

64 عدد الصفحات

ألوان الصفحة: أبيض

Avis

Il n’y a pas encore d’avis.

Soyez le premier à laisser votre avis sur “آفاق مستقبل الحوار بين المسلمين والغرب – future prospects of muslim-western dialogue”

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *