فقه الرد على المخالف

toit 3

15,00 

Description

إن المتأمل في الساحة الدعوية يجد أن المنتسبين للدعوة إلى الله في مواقفهم من مخالفيهم ونقدهم لأخطائهم طرفان ووسط: الطرف الأول: أهل الغلو والإفراط.. وهم الذين أفرطوا في نقد الأخطاء وأصحابها حتى جعلوا من الفروع أصولاً ومن بعض الجزيئات كليات، وجعلوا همّهم تصيد الأخطاء والفرح بها وتضخيمها، ولم يرحموا من وقع فيها من طلاب العلم، بل جاروا عليهم في ذلك حتى أساؤوا الظن بهم وبنواياهم ومقاصدهم، وبخسوهم حقهم، وأهدروا حسناتهم وما لهم من بلاء وجهاد ودعوة وعلم وعمل وتعليم. ولا يخفى ما في هذا الموقف من عدوان ومجانبة للعدل والإنصاف، وفي أمثال هؤلاء يقول الشعبي رحمه الله تعالى: “والله لو أصبتُ تسعاً وتسعين مرة، وأخطأت مرة، لعدّوا عليّ تلك الواحدة” (نزهة الفضلاء:1/ 504). الطرف الثاني: أهل التفريط والإضاعة.. وهؤلاء وإن كانوا فرّطوا في الأخذ بالحق ورد الباطل والتقليد الأعمى، إلّا أنهم وقعوا في المقابل في الغلو في الرجال والتعصب لأخطائهم ولسان حالهم يقول بالعصمة لمن قلدوهم؛ ولذا ترى الواحد منهم يزعجه ويكدّر خاطره إذا قيل إن شيخه وأستاذه مخطئ في بعض ما ذهب إليه من قول أو عمل، ويدفعه تعصبه لشيخه وغلوه في محبته له وتأدبه معه إلى تصحيح كل ما يقول أو يفعل، مبرراً ذلك بمبررات سامجة متكلفة. فهؤلا أسقطوا هذا واجب الرد العظيمَ، وضربوا بهِ عرضَ الحائطِ؛ بدعوى الحفاظِ على وحدةِ المسلمينَ وعدمِ تفريقِ الصَّفِّ؛ فسكتوا عَنِ الرَّدِّ على أهلِ الزَّيغِ والضَّلالِ، وأَلجَموا ألسِنتَهم عَنْ بيانِ فَسادِهم، والتَّحذيرِ مِنْ مناهِجهم؛ كما هُوَ حَالُ كثيرٍ مِن الحركاتِ الحزبيَّةِ البعيدةِ عَنْ منهاجِ النُّبوةِ، وهذا مِنْ تزيينِ الشيطانِ لهم، وتلاعبهِ بعقولهم.

360 عدد الصفحات
24.7/17.5/3 القياس
0.723 kg الوزن

Avis

Il n’y a pas encore d’avis.

Soyez le premier à laisser votre avis sur “فقه الرد على المخالف”

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *